أكدت مصادر معنية بموقف رئيس الحكومة سعد الحريري لصحيفة "الحياة" أن "زيارة وزير الدولة لشؤون المهجرين صالح الغريب إعلامية لن تضيف شيئا إلى معالجات ملف النازحين وإلى ما كان يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لإعادة بعضهم".
وسألت المصادر المعنية بموقف الحريري إزاء هذه الخطوة: "هل سينتج شيء عن هذه الزيارة؟ هل سيعود النازحون؟".
وتحدثت المصادر عن "تناقضات في كلام الرئيس السوري بشار الأسد، فهو تحدث عن عودة النازحين وقال أن الحرب لم تنته. فكيف ينوي إعادتهم في ظل استمرار الحروب؟".
ورأت المصادر أن "الأسد يرمي بذلك المسؤولية على الدول التي تحتضن النازحين، أي دول الجوار، والدول الأوروبية التي تستضيفهم، من دون أن يستثني أي من هذه الدول، وذلك من أجل التهرب من مسؤولية إعادتهم. وبكلامه هذا يشمل لبنان في وقت لا تتوقف الحكومة عن التأكيد على ضرورة عودتهم وتسهيل العملية، والقوى كافة تسعى إلى ذلك". وتابعت: "لماذا لا يعيدون الالاف من النازحين الذين صوتوا لبشار الأسد في السفارة السورية في لبنان إلى مناطقهم في سوريا"؟
وأوضحت المصادر المعنية بموقف الحريري أن وزير الإدارة المحلية السوري قال إن حكومته تعد العدة لعودة النازحين وتهيئ البنى التحتية، ما يعني أن الأمر مرهون بمسار طويل، ووفقا للمبادرة الروسية التي كان لبنان رحب بها، ولذلك فإن زيارة الغريب لها طابع إعلامي سياسي ودعوته تمت لهدف سياسي، من أجل الترويج للنظام بأنه يأخذ المبادرة ويتحرك مقابل الإهمال الكامل الذي يعانيه من قبل حلفائه في البحث بمصير سوريا وأوضاعها الأمنية والسياسية، بدليل قمة سوتشي الأسبوع الماضي التي تناولت وضع إدلب وتشكيل اللجنة الدستورية والحل السياسي".
ورأت المصادر إياها أن "الأسد افتعل مناسبة ليلقي خطابا غداة سوتشي من أجل الإيحاء بأنه موجود ويتحرك، وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظرا إلى التوافق بين الجانب التركي وبين الروس والإيرانيين على دور الأول في شمال سوريا، من دون الأخذ برأي النظام. والأسد محرج لأن حليفيه يتوصلان لاتفاقات من هذا النوع، ويستخدم العلاقة مع بعض الجهات اللبنانية كمنبر لإثبات وجوده أيضا".
وحول ما إذا كان الغريب أبلغ الحريري بزيارته إلى دمشق، أكدت المصادر أن "عقل وذهن رئيس الحكومة في مكان آخر هو الشغل على الملفات التي طرحتها الحكومة، ولن ينزلق لإغراقها بسجالات لا تقدم ولا تؤخر في مسار معالجة المشاكل التي التزمت الحكومة إيجاد الحلول لها في برنامجها".
وأوضحت المصادر أن "الحريري في مناخ آخر ومن الآن فصاعدا سترون تركيزا على إطلاق ورشة العمل في البلد في شكل تراكمي. وليس ضروريا أن يتحدث الغريب مع الحريري في موضوع زيارته. جاءته الدعوة من دمشق وهم حلفاءها رايحين جايين والحريري لن يدخل في جدل يغطي على المواضيع الجوهرية التي بذهنه. والاجتماع الذي عقد صباحا في السرايا مع الصناديق والمصارف والمؤسسات المانحة حول تمويل مشاريع "سيدر" أهم بكثير من زيارة الغريب إلى العاصمة السورية بالنسبة إليه .وهناك كل يوم اجتماع مهم في هذا الإطار منها ما يتناول بالاتفاق مع نقابتي المهندسين والمقاولين لتوحيد دفاتر الشروط ولوضع إطار تستند إليه دائرة المناقصات تعزيزا للشفافية في تلزيم المشاريع المقبلة".
وأشارت المصادر إلى أن "مجلس الوزراء المنعقد الخميس المقبل سيكون تأسيسيا لورشة العمل التي تنتظر العمل الحكومي للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهذا ما يركز عليه الحريري الذي سيحضر آخر الأسبوع القمة العربية الأوروبية حيث ستكون له لقاءات لها أبعاد اقتصادية وسياسية".
ورأت المصادر أن "الحريري لن يدخل بجدل يحجب الشغل الذي يقوم به. وإذا كان ملف الكهرباء هو أولوية الأولويات فإن اجتماع الأمس لصناديق والمصارف أسفر عن غعلان البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للتعمير والتنمية، عن تمويل القطاع الخاص الذي سيشارك في النهوض بقطاع الكهرباء في إطار الشراكة بينه وبين القطاع العام".